ذبح أخاه الصغير كذبح الكبش
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما أضاف الصحابي جابر الأنصاري النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه يوم الخندق كان له كبش
ذبحه لهم ، وكان له ابنان كان أصغرهما حين ذبح الكبش غائبا فلما جاء ولم يرى الكبش سئل أخاه
عنه قال: ذبحه أبوك لضيافة رسول الله صلى الله عليه وآله قال كيف ذبحه ؟ قال تعال حتى أبين لك
فاخذ بيده وأذهبه إلى السطح الذي ذبح أبوه الكبش فيه فشد يده ورجليه وقال له: هكذا ذبحه وقطع رأسه
فلما جرى الدم خاف خوفا شديدا وأراد الفرار لئلاتراه أمه على ذلك فشرع فيه فسقط من السطح العالي
في المعبر وكانت الأم حينئذ مشغولة بطبخ الخبز فسمعت صوتا فخرجت حتى ترى ماهو وما وقع
فرأت الدم يجري من الميزاب فتأوهت وعادت إلى السطح فرأت إبنها الصغير قد قطع رأسه فذهبت
إلى طرف السطح لان تتفحص عن إبنها الكبير فرأته قد سقط ومات فنزلت من السطح وأستمدت من
جاريتها وقالت: قد وقعت وقعة عظيمة يجب أن تسترها فسارعت إلى النعشين وأدخلتهما البيت وأخفتهما
واشتغلت بأمرها فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله مع سبعمائة نفر من أهل المدينة وأرادو
الطعام نزل جبرئيل وقال: يارسول الله إن الله يقرئك السلام ويقول لاتأكل حتى يحضر عليه إبنا جابر
فقال لجابر: أمرني الله أن لانأكل حتى يحضر إبناك على الطعام أحضرهما فسئل جابر زوجته عنهما
فقالت: خرجا من البيت فخرج جابر و تفحص عنهما كثيرا فلم يجدهما فرجع وقال له بالغت في طلبهما
فلم أجدهما فنزل جبرئيل وأخبره بالقصة وصبر أمهما.
وقال له صلى الله عليه وآله: إبشرهما بالجنة وقل أن يحضروهما وادع الله أن يحييهما حتى يشاركاكم
في أكل الطعام فأمر النبي جابر فاحضرهما ودعا صلى الله عليه وآله وأمن أمير المؤمنين فصارا حيين
وأشتغلا بأكل الطعام معهم.